الدورات الخليجية- توطيد الوحدة رغم الأصوات النشاز وقيمتها التاريخية

تتجلى الأهداف النبيلة للدورات الخليجية في ترسيخ وتدعيم الروابط الأخوية بين دول الخليج، إلا أنه من المؤسف وجود من يعرقل هذا المسعى النبيل. ورغم ذلك، لا تزال دورة الخليج تحافظ على مكانتها وأهميتها في توثيق الصلات بين أبناء الخليج. لقد علت بعض الأصوات الشاذة، التي لا تعبر إلا عن وجهات نظر قاصرة، بتصريحات تنأى كليًا عن الأهداف السامية لهذه البطولة التي وضع دعائمها شيوخ وأمراء الخليج. تلك التصريحات التي صدرت لا تمت للروح الرياضية بصلة، واتضحت حقيقتها أمام الملأ، وكنا نأمل أن تكون مجرد (زلة لسان)، ولكنه أصر وبإصرار على أنها لم تكن كذلك، مصحوبة بضحكة ساخرة تعكس مدى ضحالة فكره وسطحيته. لقد مارس كرة القدم، ولكنه يجهل الروح الرياضية السامية، ولا يدرك أن الرياضة وسيلة للتقارب والتآلف لا للتباعد والشقاق، بل وأصر على أنه لم يرتكب أي خطأ ولن يعتذر، وكأنه يجمع بين النقيضين. تناسى هذا الشخص أنه لعب في أحد أفضل الدوريات في قارة آسيا، وعاش جزءًا ثمينًا من تجربته الكروية في دوري يتمناه كل لاعب، فنجوم كبار خاضوا تجارب رائعة في الدوري السعودي وما زالوا يستذكرون أجمل أيامهم في تلك الحقبة الذهبية. لن أفصح عن اسم ذلك الشخص، لكنكم بالتأكيد تعرفونه جيدًا. إن رونق البطولة الخليجية يكمن في معانيها السامية وقيمها النبيلة وتاريخها العريق، لذلك يحرص أبناء الخليج على استمرارها وبقائها، لأنها حققت إنجازات عظيمة وما زالت تواصل مسيرتها المضيئة. فلننبذ تلك الأصوات النشاز التي تسعى جاهدة لتعكير صفو بطولات الخليج، فالأصالة التاريخية للبطولة متجذرة في الحاضر الزاهر. لقد أعادت لنا البطولة الخليجية الحالية المقامة في الكويت ذكريات جميلة لا تزال محفورة في الذاكرة. ففي بطولات الخليج، لا يمكن التكهن بالفائز إلا بعد صافرة النهاية للمباراة الأخيرة، ولا تزال الفوارق الفنية ضئيلة بين المنتخبات، كما أن العامل النفسي يلعب دورًا حاسمًا في تحديد هوية البطل. فاسألوا (ماجد عبدالله) الجوهرة الكروية الذي لم يحالفه الحظ في الفوز بلقب كأس الخليج، رغم كونه الأفضل على مستوى الخليج وقارة آسيا في ذلك العصر الذهبي. البطولة صعبة للغاية ومعقدة، وتُحسم بتفاصيل دقيقة، وقد يفوز باللقب أحد الفرق التي لم تكن مرشحة للفوز قبل انطلاق المنافسات.